بَعد اعتراف الرئيس بمغربية الصحراء.. الأمين العام لوزارة الخارجية الكينية المنتهية مهامه يُسرّب وثيقة تؤيد "البوليساريو"
احتفت جبهة البوليساريو الانفصالية، بما تضمنته وثيقة، موقعة من طرف الأمين العام لوزارة الخارجية الكينية، Macharia Kamau يتحدث من خلالها، على أن كينيا "تساند تقرير مصير الشعب الصحراوي"، وملتزمة "بقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 690 الصادر بتاريخ 1991 والذي يدعو إلى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية".
وتضيف الوثيقة المُسَرّبة دون أن تكون منشورة في أيٍّ من المواقع أو الصفحات الرسمية لوزارة الخارجية، أن "كينيا لا تدير سياستها الخارجية عبر منصة "تويتر" أو عبر أي من منصات التواصل الاجتماعي الأخرى. بل من خلال الوثائق والأطر الحكومية الرسميةّ.
الوثيقة التي احتفت بها جبهة البوليساريو وتم تداولها على نطاق واسع في إعلامها، والإعلام الجزائري، مُوقعة من طرف الأمين العام لوزارة الخارجية، الذي انتهت مهامه بشكل رسمي مع انتهاء ولاية الرئيس الكيني الأسبق، أوهورو كينياتا، الذي حكم البلاد منذ سنة 2013 إلى سنة 2022، حيث قرر بعدها عدم الترشح للانتخابات الرئاسية، ودعم رايلا أودينغا، ضد ويليام صامويل روتو الذي فاز بالانتخابات الرئاسية بفارق ضئيل.
وتعد الوثيقة، غير رسمية مادامت لم تنشر عبر القنوات الرسمية، كما أن كينيا دخلت في حرب تطاحن بين بقايا صقور الحكم على عهد الرئيس السابق أوهورو كينياتا التي تميل إلى الطرح الانفصالي في قضية الصحراء، بحكم علاقاتها مع جنوب إفريقيا والنظام الجزائري، وبين رئيس جديد يطمح للبحث عن علاقات دولية مع محيطه الإفريقي بعيدا عن الاصطفافات السياسية المبنية على الايديولوجيات "الثورية" التي مازالت عالقة عند بعض الأنظمة منذ الحرب الباردة.
هذا، وتعد الوثيقة - لحد الساعة - بدون أي سند قانوني، مادام الرئيس الجديد لكينيا، ويليام صامويل روتو الذي تم تنصيبه رئيسا على البلاد بشكل رسمي، الأسبوع الماضي، لم يُعيّن بَعد حكومته، كما أن وزارة الخارجية، توجد حاليا بدون وزير يصرف المواقف الرسمية للرئيس الجديد.
وكان قرار الرئيس الكيني المنتخب، بسحب اعتراف بلاده بجبهة البوليساريو، قرارا رئاسيا تداولته وسائل الإعلام الكينية ووكالة الأنباء بشكل رسمي، ومن هذا المنطلق يأخذ موقف الرئيس الكيني من الجبهة الانفصالية شرعيته ومكانته، ما لم يَصدر غيره.
هذا، وينتظر أن يغادر الأمين الحالي لوزارة الخارجية الكينية، منصبه في الأيام القليلية الماضية، عند تشكيل الحكومة الجديدة، غير أنه قبل ذلك، مازالت الضغوط الجزائرية والجنوب إفريقية تنزل بثقلها على السلطة الكينية لتغيير موقفها بسحب الاعتراف بجبهة البوليساريو الانفصالية، كان آخرها الضغط على زعيم المعارضة، والمرشح الرئاسي السابق، رايلا أودينغا لانتقاد موقف الرئيس الجديد بخصوص قضية الصحراء، غير أن الأخير خرج ليؤكد في تدوينة على صفحته الرسمية على تويتر "أنه يعرف جيدا قيمة العلاقات بين بلاده والمملكة المغربية، التي اعتبربها "مهمة ومفيدة".
ونفى أودينغا الذي سبق أن ترشح للانتخابات الرئاسية في كينيا سنة 2007، أي انتقاد وَجَهَهُ للرئيس الكيني الحالي، ويليام صامويل روتو، بعد إعلان الأخير عن دعمه للوحدة الترابية للمغرب، وعن طرد بعثة جبهة البوليساريو الانفصالية من نايروبي.
وأشار رئيس الوزراء السابق لكينيا، في تدوينة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن التقارير المتداولة التي تفيد بأنه هاجم قرار الرئيس صامويل روتو بمراجعة سياسة كينيا بشأن البوليساريو هي تقارير خاطئة". مشيرا أنه "لم يذكر جبهة البوليساريو قط، كما أنه يَعرف العلاقات المهمة والمفيدة بين كينيا والمغرب".
وشدّد رايلا أودينغا أن "تعليقه على قرار الرئيس صامويل روتو جاء بسبب كانت الطريقة التي اتخذ بها القرار"، في إشارة إلى اعتماد الرئيس الكيني، صامويل روتو إعلان طرده للبوليساريو من كينيا ودعمه لمغربية الصحراء، عبر صفحته على "تويتر" دون إصدار بيان رسمي يعبر عن قرار الدولة الكينية.